السبت، مايو ٢٨، ٢٠٠٥

سيادة الرئيس، هل تعرف أن مؤيديك هم القوادون والبلطجية

بريد إلكتروني آخر تلقيته اليوم. ملحوظة: مش أنا رحاب اللي في الرسالة دي. أكيد لو كنت رحت كنت قلت.مش هانسب لنفسي حاجة ماعملتهاش. أنا حاسة بتخاذل لإني ما رحتش، وبنشري الرسائل دي هنا بأحاول أساعد

سيادة الرئيس، صديقتى تسأل ان كنت تعرف أن مؤيديك هم القوادون والبلطجية؟


قررت أنا وأصدقائى أن ننضم لمظاهرة حركة كفاية ويبقى دة موقف ايجابى والناس تعرف ان احنا مقاطعتنا للاستفتاء لا تعنى السلبية وعدم المبالاة. قررنا أن التظاهرالسلمى والتعبير عن الرأى حق من حقوق الانسان وبما أننا نحترم أنفسنا فلن نسمح بالانهزامية وقلة الحيلة



صباح الاربعاء المجموعة كلها كلمت بعض فى التليفون. عايزين نبقى "عزوة".. فى الطريق وجدت هيصة وزحمة سيدات سمينات بالخمار والجلاليب يجرون أطفالهم ويزغردون وكاميرات تليفزيونية تقوم بالتصوير أمام أحد اللجان الفرعية باطراف المعادى. أخرجت رأسى من النافذة وسألت: أنتم جايين تقولوا نعم ولا لأ؟ رد على رجل كبير فى السن: هو حد يقدر يقول لأ؟ أخذت صورتين ودخلت دماغى جوة التاكسى. قال السائق: اهتمام الناس واقبالهم حاجة تفرح. بس للأسف هم مش فاهمين حاجة. فاكرين أنهم بيقولوا نعم لمبارك وما يعرفوش حاجة عن تعديل المادة. أنا بقى قريت وفاهم. بعد ما أوصل حضرتك هاروح أدلى بصوتى. طيب تفتكر الناس دول واخدين فلوس؟ اللى أعرفه أن عضو مجلس الشورى هو اللى لاممهم. أهو الكارنية. قالها وأعطانى بادج مكتوب عليه اسم العضو، ونعم لمبارك – مع أن الاستفتاء مش على مبارك


Image hosted by Photobucket.com



وصلت عند دار القضاء العالى ما كانش فيه ولا مظاهرة ولا حتى تجمع. مالقيتش غير3 من أصدقائى اللى اتجمعوا فى شارع رمسيس. يبقى الخبر صحيح. مكان المظاهرة اتنقل لضريح سعد فى آخر لحظة لاعتبارات أمنية. كلمنا أصحابنا وبلغناهم بتغيير المكان وأخدنا تاكسى من مكان حاولنا يكون بعيد عن المخبرين المبدورين فى الشارع واتجهنا الى ضريح سعد. ماحدش منا ناشط سياسى، ولا حتى عضو فى أى حزب، ولا عندنا خبرة فى المسائل الأمنية. كل واحد فينا كان بيحاول يجتهد. فى الطريق ضحكنا على لافتة التأييد للرئيس التى لقبته ب"مهندس الوحدة الوطنية". صديقنا المسيحى قال على صاحب اليافطة: الله يخرب بيته كسفنا



أول ما وصلنا ضريح سعد الشارع كان خالى من الناس. فى اللحظة اللى وصل فيها المجموعة التانية من اصدقائنا وعددهم 3 رأينا محمد عبد القدوس على الرصيف المقابل نحت شجرة ويحيطه حوالى 10 من المدنيين ومجموعة مماثلة من العساكر والضباط. على رصيف الضريح بدأت احدى سيارات "الأمن المركزى" تفرغ محتوياتها من العساكر المسلحين بالعصيان. سمعنا زعيق وبدأ اشتباء بالأيدى ورأيناهم يعتدون بالضرب على محمد عبد القدوس. جائت الينا رحاب مسرعة، امشوا، امشوا، الموقف ما يطمنش. نمشى ازاى بس؟ قالت: طيب تعالوا نلف لفة ونشوف الموقف اية. مشينا يسارا فى شارع المنصور ثم اتجهنا مرة أخرى للضريح من شارع الفلكى. فوجئنا بناس بتجرى فى اتجاهنا جايين من ناحية الضريح. 4 لابسين مدنى وشايلين رجل من ايدية ورجلية وبيجروا بيه وبيشدوا رجلية بعيد عن بعض. قبل ما نلحق نستوعب كان فيه واحد تانى، قميصة مقطوع، والفانلة باينة وعندة لحية خفيفة. يجرة من ذراعيه اتنين وخلفه 4 بيضربوه على ظهرة وكتفة ورأسه وقفاه. (المشهد الذى تكرر كثيرا بعد ذلك فى الجزيرة وال CNN). كنا سامعين صوت الضرب. وهو كان وشة أحمر وعرقان لكن مانطقش. ومر أمامنا ثالث ورابع. كانت بالنسبة لنا لحظة حاسمة. أما أن نعود من حيث أتينا أو نستمر. كل واحد فينا اتخذ قراره بمفرده لكن كلنا اتخذنا نفس القرار. فى صمت وذهول وحنق اقتربنا من محطة الاوتوبيس. واحدة شكلها صحفية كانت بتحاول تعدل هدومها وشعرها. سألتها: عرفتى تصورى حاجة؟ قالت: أيوة صورت، لكن ضربونى فى مؤخرتى، وقعونى على الأرض وضربونى فى مؤخرتى

Image hosted by Photobucket.com

لمحت الروائى الكبير صنع الله ابراهيم. شعرت بفرحة واطمئنان غريب وكأن عددنا زاد فجأة. سمعته يقول للصحفيين: ده نظام فاشل بيحاول يمد فى عمره دقائق وساعات. وجاء البيان من تحت الشجرة – اللذين تم القبض عليهم هم من حزب العمل وعددهم حوالى عشرة

التف كل المتظاهرين مع كفاية على رصيف ضيق يفصلنا عن الشارع سيارتان خاصتان أسفت فيما بعد لأصحابهما. كان عددنا ما بين عشرين وثلاثين شخص على الأكثر. كل مجموعة أصدقائى كانت ماسكة لافتات وبتهتف بحماس لكن أعلى صوت كان تامر. كنت فخورة بكل واحد منهم وبجد مجموعتنا عملت فرق كبير لأن عدد أعضاء كفاية كان قليل جدا


Image hosted by Photobucket.com



سمعنا كلاكسات كتير غلوشت على صوتنا. أفواج من البشر قفزوا من الميكروباصات. معظمهم صغيرين فى السن 16 أو 17 سنة. رافعين أعلام مصر وصور مبارك محملة على عصيان استخدموها استخدام آخر فيما بعد. انتشروا وانتشروا حتى ملأوا الشارع. أصبحوا على بعد متر ونصف منا. لم يكن يفصلهم عنا سوى السيارات القابعة بجوار الرصيف. واختفت كل قوات الأمن ما عدا المجموعة الصغيرة المحيطة بعبد القدوس تحت الشجرة. لم يتوقف اصدقائى عن الهتاف. اقتربوا منا أكثر وصعد أحدهم فوق السيارة اللادا الصفراء ووقف مباعدا ما بين ساقية، منحنى الى الخلف، فاتحا ذراعية وملوحا لنا بالأصبع الأوسط من كل يد. ضبطت كاميرتى على الفيديو وصورته فى هذا الوضع وهو يقول: ك-- امكم، ك-- امكم يا ولاد الو--، يا ولاد المت--. علت الأصوات من وراؤه على غرار اعلان المسحوق الشهير: حسنيييييى حسنى أوه أوه.. والشعار الأبدى بالروح والدم نفديك يا مبارك (كان لازم يضيفوا وبالأخلاق كمان)، ومش كفاية مش كفاية.. من جانبنا رددنا يا جمال قول لابوك كل الشعب بيكرهوك، يا حاكمنا بالمباحث كل الشعب بظلمك حاسس، الصحافة فين؟ الارهاب أهة. ولكن أكثر ما لمسنى حين رددنا من القلب كلمة كفاية ردا على الفساد.. كفاية.. التزوير.. كفاية.. نهب البنوك.. كفاية.. فتحى سرور.. كفاية.. المعتقلات.. كفاية.. الطوارىء.. كفاية.. التعذيب.. حسنى مبارك.. كفاية.. جمال مبارك.. كفاية.. ثم ختمنا على نغمات السلام الوطنى وبدلا من نشيد بلادى بلادى غنينا كفاية كفاية كفاااية، احنا وصلنا للنهاااية.. ليلى صديقتى اعترضت على هتاف أمن الدولة كلاب الدولة: لأ لأ بلاش نشتم الأمن. العسكرى على يسارى قال لها: احنا غلابة مالناش ذنب



لم استطع أن افهم لماذا نحن وهم فى معسكرين مختلفين؟ ألن تستفيد تلك الفئة من الأصلاح؟ ولماذا يشتموننا كأعداء شخصيين؟ نظراتهم كانت جائعة.. قذرة.. ربما توقعنا القنابل المسيلة للدموع أو عربات الاطفاء لتفرقة المظاهرة.. ولكن هؤلاء كانوا أعداء لم نتوقعهم ولم نفهمهم. وأين الأمن؟ وما هو دوره بالضبط؟ وماذا عن تصريحات الداخلية فى الأخبار اليوم؟ كانت بعض الاشتباكات بالأيدى قد بدأت على حدود الرصيف. وسمعنا أصوات مروعة. شخص يقف خلفى قال: ماهى الحكومة خلاص هتاخد راحتها بعد ما الست لورا قالتلهم صلحوا على مهلكم


قال لنا رجل مهذب من كفاية يرتدى بدلة وكرافتة: احنا بنشكركم جدا. التجمع حقق الغرض ودلوقت الوضع سيزداد سؤا. اتفضلوا انتم من هنا. احنا هنعمل مؤتمر صحفى فى نقابة الصحفيين لو حبيتم تحضروا. فجأة انطلق تامر يصرخ: زينب، زينب، فين زينب؟ أنا هاروح أجيبها. غطس قليلا داخل المعمعة وعاد بزينب فى يده. دلوقتى اطمنت على نفسى معاك يا تامر. ضحكنا كلنا



اتجهنا الى نقابة الصحفيين. لم نتحدث تقريبا طول الطريق. كل منا كان يفكر فيما حدث. الشىء الوحيد الذى قلناه هو اننا فخورين جدا بمشاركتنا وبأننا لم نهرب عندما شاهدنا عينا اعضاء حزب العمل يهانون ويضربون ويعتقلون. على سور نقابة المحامين اصطف 15 رجلا فى ملابس مدنية يقفون صفا كما لو كانوا مذنبين فى طابور الجيش. نظرت اليهم ثم الى تامر وابتسمت. داخل نقابة الصحفيين فى الصالة المكيفة جلسنا نلتقط أنفاسنا بالقرب من صنع الله ابراهيم وجورج اسحاق ومجموعة أخرى لا أعرفها



فين رحاب؟ اتصلنا بالتليفون وعرفنا أن رحاب ضمن مجموعة صغيرة محاصرة داخل صيدلية عند ضريح سعد. خرجنا مع عبد الحليم قنديل وقيادات الحركة الى سلالم نقابة الصحفيين حيث القى جورج اسحاق البيان الصحفى أمام الكاميرات العالمية وصف من قوات الأمن. انتشرنا على السلالم وفى أيدينا اللافتات. صعدت الى مكان مرتفع بجوار العامود الأيمن بمدخل النقابة لكى أستطيع التقاط الصور. على يمينى كانت فتاة شعرها طويل تصفق بحماس وهى تهتف والى جوارها قائد الهتافات. على يسارى كان رجل طويل، شعرة أبيض، يدخن سيجارة وهو يهتف. وفجأة أصابتة حالة هياج شديد جدا. مجدى علام أهة (عرفت بعد ذلك أنه وكيل وزارة البيئة) غيروا الهتاف. البلطجية. غيروا الهتاف.. وصلت رحاب فى حالة سيئة جدا.. رأيتها من بعيد ولم استطع التحدث معها.. استمر الرجل على يسارى يصرخ. لم يستمع اليه أحد. لصقنى بذراعه فى الحائط وأمسك بكتف الفتاة التى على يمينى: قوليلهم يغيروا الهتاف.. دة مجدى علام اللى جاب البلطجية عند ضريح سعد. فين؟ قال: هناك أهه. واقف وسط الضباط. لابس بدلة وكرافتة عليها علم مصر. تتبعت يده حيث يشاور فوجدت هذا المجدى علام واقفا على الرصيف المقابل، متوجها ببصرة الى شارع رمسيس، يرفع ذراعه الأيسر ملوحا "تعالوا". لم أرى لمن يلوح مجدى علام ولكن الرجل على يسارى لم ينتظر. بدأ هو هتافه الخاص بهيستيريا شديدة: البلطجية أهم.. البلطجية أهم.. وبالطبع ضاع صوته وسط الزحام. وبدأت جحافل البلطجية فى الانتشار قادمين من ناحية شارع رمسيس.. نفس الوجوه ونفس الصور ونفس الشعارات التى تركناها عند ضريح سعد.. حسنييييييى حسنى أوة أوة.. ثم أفسح الأمن مكانا جهة اليمين.. وبدأت جحافل البلطجية فى صعود سلم النقابة.. تراجعنا الى الباب.. رفض الأمن أن يدخلنا.. ذهبنا جهة اليسار.. أشتباكات بالايدى على سلالم النقابة.. أصوات ضرب وصرخات سيدات.. وقفت التقط بعض الصور

Image hosted by Photobucket.com



بحثت عن اصدقائى.. وجدت خلفى شخص لا أعرفة لكن شكلة طيب.. اجمعيلى كل البنات هنا بسرعة. وأخذ هو يجمع الرجال. سمعته بيقول: المهم البنات. جمع عدد من الرجال وعملوا حوالينا كوردون. بدأت احدى الفتيات المحجبات تصرخ بهيستيريا: حرام عليهم كدة.. حرام عليهم.. ليلى أمسكت بها: ما تخافيش، مافيش حاجة وحشة هتحصل. صرخت: أنا مش خايفة منهم، دول كلاب، ولو عملوا أكتر من كدة، أنا مش خايفة. ظلت ليلى تردد: مفيش حاجة وحشة هتحصل



حد قال تعالوا، البوليس هيخرجنا بس مفيش سلم. لازم تتزحلقوا والأمن هيحميكم. "الامن هيحميكم؟" كلمة استقبلها بعضنا بالشك وبعضنا بالارتياح. كل حسب خبراته السابقة. بدأنا نتزحلق على متر ونصف رخام بمساعدة زمايلنا من فوق وقوات الأمن من تحت. سمعت ليلى بتصرخ: أنا هانزل لوحدى محدش يمسكنى. خافت يمدوا ايدهم على جسمها. نزلنا عند مدخل جراج النقابة. قالولنا: البنات يخرجوا اتنين اتنين. بدأ بعض البنات فى الخروج، منهم مى ودينا. ليلى كانت ماسكة ايدى. سمعت الولد الى عمل ورانا كوردون بيقول: مادام بيخرجوا البنات بس يبقى مش هيخرجونا. قلت للواء: هنخرج مع بعض. قال لأ. البنات هيخرجوا اتنين اتنين. مسكنى من كتفى وزقنى ناحية العساكر. صرخت فى وشه: مش هنخرج غير مع بعض. سمعت رحاب بتقول: طيب خرج 3 بنات وولد. شدتنى ليلى من ايدى. حسيت بحد بيضربنى على ذراعى استدرت للواء: يا ابن الكلب يا وسخ. شدتنى ليلى للأمام: اسكتى، هم أكيد هيخرجوهم لكن مش عايزين زحمة برة. ضربنى أحد على ظهرى وكنفى. خرجنا. قلتلها: ضربنى يا ليلى. قالت: واية يعنى؟ قلت: مش هيخرجوهم. هيقبضوا عليهم. انتظرنا على بعد خطوات أن يخرج بقية أصدقائنا فلم يخرجوا. احساس فظيع بالذنب. ليلى: نرجع لهم؟ هنعمل اية لو اتحبسوا؟ قلق رهيب. أعطى سيادة اللواء القواد أوامره للبلطجية بالدخول والهجوم بمساعدة العساكر على مجموعة لا تزيد على عشرة أفراد محاصرين أمام باب جراج مغلق ولا يوجد لهم منفذ الا عبر قوات "قلة الأمن



حاول الشباب المحاصر حماية البنات من البلطجية ولكن لم يكن هنا أى تكافؤ فى العدد. بعد 15 دقيقة خرج محمد بقميص مقطوع وفانلة مقطعة ورقبة حمراء. تامر لم يفتح فمه. لم يشتكى ولم يحكى. لم يقل أى شىء. الرجل الذى جمع الشباب ليحمينا فى النقابة تورمت عينه اليسرى ودارت فى مكانها: أنا مش شايف بعينى الشمال. احدى صديقاتنا امتلأت عيناها بالدموع: أيديهم كانت فى كل مكان فى جسدى. أيدى كثيرة كثيرة. عساكر الأمن والبلطجية معا. صديقتى الأخرى: أنا قلتلهم عيب. أنا زى أختكم الكبيرة. قالولى مش هنضربك. هم فعلا ماضربونيش. لكن ماسابوش حتة فى جسمى. بكى محمد واحتضن صديقتنا فى الشارع: أنا آسف. أنا حاولت أحميكى.. بس مقدرتش. أنا آسف. حاولت احميكى بجسمى بس همه كانوا كتير قوى. بكينا جميعا. مشينا فى اتجاة طلعت حرب. فوجئنا برجل أصلع يمسك رأسه ويتكلم بصعوبة: الأستاذ جورج اسحاق بيقولكم استنوا هنا. هتيجى عربية تاخدنا عشان نعمل محضر. مال راسك؟ قال: ضربونى على دماغى وأخذوا النظارة ومفاتيح المحل. رفع يده عن رأسة كان فيها جرح قطعى ينزف. دخلنا الاجزخانة اللى على الناصية. وضعوا له مطهر وقالوله لازم تروح الاسعاف. دماغك مفتوحة. أخذتة زينب وسنية للاسعاف. وجرى تامر يلحق رحاب. ورجعت دينا شغلها. الباقى انتقلنا لمكان آخر مع بعض



حاولنا نتكلم أو نضحك. كنا شاكين فى كل اللى حوالينا. وان تليفوناتنا متراقبة. احساسنا بالامان انعدم. جالنا بقية أصحابنا. حكينالهم. حكولنا هم كمان على اللى حصل فى لجان الاستفتاء. اللى صوت فى لجنة غير لجنتة بدون بطاقة لأنه اندس وسط بتوع الوطنى واللى راح اللجنة بتاعتة وقالوله اسمك مش موجود واللى قالوله على اسم مدرسة من غير ما يدوله عنوانها. رجعلنا تامر وبردو ماتكلمش. بعد فترة قال: أنا خايف على أمى واختى فى البلد دى. تامر راجع كندا يوم السبت علشان يكمل الدكتوراة. محمد ظل يسأل البنات كل شوية: انتم كويسين؟ طيب انتم حاسين باية؟ بعد شوية قال: أنا مش حاسس ان فية سبب يخلينى أقعد فى البلد دى. على عكس ليلى اللى قالت: دى بلدنا! ودلوقتى بقينا فاهمين، بقينا عارفين اية اللى بيحصل وبقى عندنا حاجة ندافع عنها. دفعنا الحساب ومشينا. كل واحد كان محتاج يقعد مع نفسه. كلمتنى ليلى بعد شوية: انتى فين؟ واحد أعرفة مقبوض عليه ومش عارفين هو في انهى حتة. خاله يبقى وزير سابق. احنا بس عايزين نعرف مكانه. كلمنا الاستاذ سيف، محامى حقوق الانسان، فى التليفون. قال كلمونى بعد نص ساعة



عزمتنا مروة على فلوكة من مرسى على النيل. شعرت بالغيظ أمام لافتة "الحب الحقيقى" للرئيس مبارك اللى علقها صاحب المرسى على الكورنيش. بعد كل اللى شفناة النهاردة واضح أن عينة محبى الرئيس مبارك هم اللصوص والبلطجية والقوادين. مش معقول بعد كل دة نركب معاهم فلوكة! فى الفلوكة سألنا الريس حمزة لما لقانا بنتكلم على الاستفتاء. هو اللون الأخضر معناه اية والأحمر معناه اية؟ سكت تماما وتابعت حواره مع ليلى التى أخذت تشرح له الاستفتاء والدستور والمادة وشروطها. قال: الريس بتاع المرسى أخدنا كلنا النهاردة علشان نصوت. أنا أصلا من البحيرة مش من هنا خالص ومقيد تبع بلدنا فى البحيرة. الضابط قاله ما ينفعش. لكن واحد تانى كان قاعد قال ينفع. علمت على الأخضر وحطيت الورقة فى الصندوق. سألته: لية الريس بتاعك أخد كل العمال للتصويت؟ قال: علشان يجامل محمود بية اللى فى القسم هنا. ما هى بردو اليافطة اللى برة عملناها مجاملة للضباط. فضلت ليلى تتكلم معاه عن الاصلاح والتغيير وتقنعة ان الناس يقدروا يعملوا فرق، حتى لو كانوا صغيرين. حسدتها على طولة بالها. قال لها عم حمزة: أول مرة فى حياتى يخيرونى. ولما خيرونى، خيرونى بالعافية



كنت أشعر بمروة. جلست على الجانب الآخر من الفلوكة تنظر لنا وهى صامتة. هى مش مصدقة اللى حصل ومش عارفة تقول لنا اية. واحنا بنعدى الشارع قالتلى: أكيد الرئيس بنى آدم ومش عارف اللى بيحصل. مش ممكن حد يوافق على كدة. أكيد بيقوللهم امنعوا المظاهرات بس ما بيقولهمش ازاى. معرفتش أقولها اية



بعد الفلوكة ذهبت مع ليلى للأستاذ سيف. هناك حسينا بالأمان. قال لنا المرة دى الاتجاة هو التحرش الجنسى بالسيدات. اتحرشوا بالبنات المحتجزين فى الصيدلية عند ضريح سعد. عند النقابة فية واحدة قلعوها هدومها خالص. وفية واحدة كانت رايحة تحضر دورة تدريبية فى النقابة قطعوالها هدومها ورموها على الارض وتحرشوا بها حتى قاربت الاغماء. أعضاء مجلس الشعب والشورى والمرشحين هم دلوقتى اللى بيقاولو البلطجية. بعضهم قابض 20 جنية والبعض الآخر موعود بوظيفة. اللى مستنيين الوظيفة بيخدموا بذمة أكتر. اللى انتم عملتوة النهاردة كان مهم قوى. انتم قدمتم رسالة أن فيه معارضة على الاستفتاء



قال انه تم الافراج عن مجموعة كبيرة من المعتقلين وصاحبنا منهم. وكل اللى أفرج عنهم عاملين اجتماع النهاردة. أخدنا العنوان. اتصل هو بالتليفون واتأكد ان العنوان دة أمان. رحت أنا وليلى. احساس غريب قوى. بقينا خلاص مش خايفين. والشباب الى خرجوا من الحبس كمان مش خايفين. صحيح فية جرح وقرف. فية وجع من الضرب ووجع أكبر من الاهانة. لكن كمان فية حاجة بتربط كل الموجودين ببعض. حاجة ايجابية وايمان بالتغيير



لكن كمان فية حاجات الواحد مفهمهاش فى ساعتها. نواب الشعب، أعضاء مجلسى الشعب والشورى أصبحوا مقاولين أنفار! طول عمرنا نسمع انهم بيشتروا أصوات الناس بلحمة العيد، وكرتونة رمضان، ورحلات حج وعمرة، ووظايف وفلوس لضمان مقاعدهم فى المجلسين. دلوقتى نواب الشعب بقوا مقاولين أنفار متحكمين فى مجموعة من عصابات الشوارع. آه يا بلد. دلوقتى ما نقدرش نحتكم للأمن؟ ولا حتى لو كان اللى بيكلمنا لواء بكل ما كان للرتبة من هيبة واحترام طلعوا اللواءات لامؤاخذة قوادين. واية اللى ممكن يشعرنا بالأمان فى بلدنا دلوقتى؟ تصريحات وزير الداخلية؟ مواثيق حقوق الانسان التى وقع عليها الرئيس؟ كاميرات التليفزيون والتغطية الاعلامية للفضائح والمهازل؟ الثراء المادى؟ شبكة علاقات ومعارف؟ الثقافة والتعليم؟ وظيفة فى هيئة دولية؟ جنسية أخرى غير الجنسية المصرية؟ للأسف، كل دة كان موجود يوم الاربعاء لكن مانفعش. هى دى بلد مين؟ هى دى مش بلدنا؟ عايزينا نسيبهالكم ونمشى؟ ردت ليلى بحماس: لأ مش هاسيبهالكم. دى بتاعتى



فى النهاية أدين لسيادة اللواء الكلب الذى أطلق علينا كلابه واحنا فى حمايتة بأنى لاول مرة بأعرف معنى كلمة قواد. ولكن يظل سؤال صديقتى وغيرها: هل يعرف الرئيس أن مؤيديه هم القوادون والبلطجية؟

Image hosted by Photobucket.com


فى الصورة سيادة اللواء القواد ومساعدوة يقومون بانزال السيدات وتطويقهم فى مدخل جراج نقابة الصحفيين لحمايتهم من البلطجية كما وعد سيادتة الا انه بعد أن وعد بحمايتهم عاد وأعطى أوامره لقواته والبلطجية بالضرب والتحرش الجنسى بالسيدات!!

استقالة وزير الداخلية هو والقائمة السوداء التى أشرفت على "القوادة الأمنية" فى ذلك اليوم هى أقل رد اعتبار لما دفعته السيدات المصريات ذلك اليوم ثمناً للمشاركة السياسية



هناك ٦ تعليقات:

R يقول...

رحاب..

ممكن تضيفي روابط الصور وهل هي من التقاط رحاب أم من موقع آخر...

تعدد مصادر الصور هام جدّاً للرد على مزاعم التزييف وادّعاء التحرش.

أنا عارف أنّ هذا سخف، لكن كلّ هذا مهم جدّاً قانونيّاً.

حـدوتـة يقول...

maho asl da email gali...bas i'll try to ask the sender

thanks ya dr. ramy :)

غير معرف يقول...

hadouta, she says that she managed to take videos ... we want those videos by any means.

AZ يقول...

مش غلطتهم..... الغلطه غلطتنا احنا... احنا اللى سكتنا كتير واللى اتكلموا منا اديكوا شفتوا...زز لو احنا كلنا كنا هناك ماكانوش قدروا يعملوا كده
شوفوا البلد فيها كام بنى ادم واحسبوا منهم كام ضابط وكام وادح بلطجى والناس الطيبه اللى تلعان عينهم وبيعانوا كام واحد
لو كل الناس طيبين القلوب دول نزلوا الشارع هنغير الشعب كله مش وزير الداخليه
مفيش شىء فى الدنيا اسوأ من انتهاك حرمه الاجساد والاعتداء على ادميه الفرد ياى شكل من الاشكال... ادميتنا مهانه حتى النخاع فى النظام المتعفن اللى حاكمنا......... انا لو واحد قاعد جمبى فى ميكروباص ضايقنى بقلب عليه الدنيا وكل اللى فى الميكروباص بيبهدلوه..... البنات اللى اتمرمطوا دول مين ليهم؟؟؟؟؟ مي ياخد حقهم وحق البلد اللى بتغتصب كل يوم الف مره

واسمحولى اذكر بعض كلمات نجيب سرور وان كانت ذات الفاظ خارجه الا ان اللى بيحص فينا ده اكثر سفاله من اى الفاظ خارجه ممكن يفكر فهيا بنى ادم

بلد المنايك الكل ناك فيها
تبص عالخريطه تلاقيها فاتحه رجليها
نجيب سرور

انا ارفض ان بلدى تبقى كده... ارفض وبشده.. وصدقونى انا ببكى بشده انى يوم اما الناس دى اتبهدلت عشان قالت كلمه حق انا كنت قاعده فى مكتبى فى التكييف بشرب نسكافيه وبضحك وبهرج و كأن اللى بيحصل ده فى بلد تانيه مش عندنا
ملحوظه يا دكتور ار.. اولا مبروك الدكتوراه وان كان شكلها بايخ دلوقتى...... ثانيا الصور اللى هنا دى انا اول مره اشوفها فى مجموعه صور تانيه منتشره بس مختلفه عن دى هتلاقى الوصلات ليها على مدونه واحد صديق كاتب موضوع عن اللى حصل
http://shexworld.blogspot.com/

new start يقول...

شركة NCB للتطوير العقاري

new start يقول...

امتلك الان وحدتك داخل كمبوند ماونتن فيو اي سيتي التجمع الخامس بارخص الاسعار وافضل المساحات والتصميمات التي قدمتها شركة ماونتن فيو للتطوير العقاري . كما قدمت الشركه المطورة عروض علي اسعار الوحدات لعام 2023 مما جعل العديد من المستثمرين في الاقبال الشديد على امتلاك وحدتهم داخل ماونتن فيو اي سيتي التجمع الخامس Mountain View iCity New Cairo وذلك للاستفاده من العروض المقدمة من شركة ماونتن فيو للتطوي العقاري